عُرفت الإمارات منذ قديم الزمن بالزراعة ، حيث كانت الزراعة جزءًا مهمًا من الحضارة والثقافة الإماراتية. في الماضي، لقد كانت الزراعة تعتمد بشكل أساسي على نظام الري التقليدي باستخدام مياه الآبار والآبار الجوفية، وكانت المحاصيل المزروعة تشمل الحبوب مثل الشعير والذرة، والفواكه مثل النخيل والزيتون
الشيخ زايد بن سلطان أثناء جولاته في الذيد 1974
أرني بلداً يتمتع بقاعدة زراعية قوية، أرك بلداً قوياً راسخاً».. كلمات تعبّر ببساطة وعمق عن الأهمية التي كانت تحتلها الزراعة لدى المغفور له الشيخ: زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، باعتبارها من أولويات التنمية في الدولة الناشئة. وحتى قبل قيام الاتحاد، وخلال توليه منصب ممثل الحاكم في العين، ثم حكم إمارة أبوظبي، وجّه كثيراً من جهوده لتطوير الزراعة واستصلاح أراض جديدة،
وإصلاح وتجديد الأفلاج التي كانت تستخدم في الري
مع تقدم الزمن وتطور التكنولوجيا، شهدت الزراعة في الإمارات تحولًا هامًا نحو الزراعة الحديثة والمستدامة. تم تبني تقنيات الري الحديثة مثل نظم الري بالتنقيط والري بالرش بهدف تحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية. كما تم اعتماد زراعة المحاصيل المتطورة جينيًا والمقاومة للظروف الجوية القاسية والأمراض، وذلك لتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
تُعتبر مبادرات مثل مشاريع الزراعة الرأسية ومشاريع الزراعة في البيوت المحمية والاستثمار في تقنيات الزراعة الذكية مثل الزراعة الهيدروبونية واستخدام الطاقة الشمسية في الزراعة جزءًا من جهود دولة الإمارات نحو تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة البيئية
من بين الجوانب البارزة لتطور الزراعة في الإمارات يأتي دور زراعة النخيل وتوسع المساحات الخضراء والأشجار.
تشهد الإمارات جهوداً مستمرة لتوسيع المساحات الخضراء وزراعة المزيد من الأشجار والنباتات. يتم ذلك من خلال مشاريع تهدف إلى زيادة المناطق الخضراء في المدن وتوفير مساحات للترفيه والاستجمام للمواطنين والزوار. كما تشمل جهود التوسع الخضراء أيضًا تنظيم حدائق ومتنزهات عامة، وإقامة مشاريع لتوفير الظل والجو المريح في البيئة الحضرية
بشكل عام، تعكس تطورات الزراعة في الإمارات التحول الشامل نحو اعتماد التقنيات المتطورة والمستدامة لتلبية احتياجات السكان والمساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والبيئي في المنطقة